اهم الافعال في معظم اللغات هي اكثرها مشكلة. هناك نظريات تقول بان فعل الملك والتملك مشتقة من فعل الكينونة لان الوجود و الكينونة كان قبل الملك و التملك او جزء لا يتجزء منه. و هناك حركة تدعي
http://en.wikipedia.org/wiki/Eprime
ترفض فعل الكينونة اصلا لان لهذا الفعل الاساسى الذي له تصريف غريب في الانجليزية مشاكل. فاذا قلت: هذا السؤال صعب او هذه المرأة جميلة فانت لا تعبر عن رأيك و انما تقول هذه هي الحقيقة و كأنما جميع الناس تعتقد هذا السؤال صعب و هذه المرأة جميلة كما تعتقد انت و كان اصح لو قلت ان هذا السؤال يبدو او يظهر صعبا لي وحدي و ليس لغيري و ان هذه المرأة اراها انا وحدي جميلة لانها قد تكون في نظرك غير جميلة.

العربية ليست عندها هذه المشكلة لانها لا تستعملها اصلا اوعلى الاقل في المضارع فانك تستطيع ان تقول كنت في البيت امس او ساكون في البيت غدا و لكنك لا تستطيع القول : انا الان اكون في البيت لانك في البيت بدون الحاجة الى كان في المضارع. احيانا تستعمل العربية الضمائر المنفصلة هي و هو ونحن للتعويض عن هذا النقص عندما تقول : الطالبة (هي) جميلة رغم انني لا اعتبرها نقصا مطلقا مادام ليس هناك حاجة الى كان في زمنها المضارع . لاحظ ان الكلام في جميع اللغات مفهوم حتى بدون استعمال فعل الكينونة اما في العربية فهي اضافة الى ذلك اسرع و اكثر اقتصادا. فالعربية تكتسب درجة اعلى من الموضوعية بالاستغناء عن كان في المضارع.

و لكن العربية لا تستغني فقط عن كان في المضارع و انما ايضا تتخلى عن افعال الملك و التملك و التعويض عنها بحروف الجر و خاصة حرف الجر عند فاذا ملكت بيتا و سيارة تستطيع ان تقول: عندي بيت و سيارة او معي/لي قلم و دفتر. فماذا يعني الاستغناء عن هذه الافعال الطاغية التي تستعمل في معظم اللغات يوميا و باستمرار؟ لماذا تستعملها اللغات الاوربية مثل الانجليزية و الفرنسية و الالمانية كافعال مساعدة لتكوين ازمنة اضافية في الماضي و الحاضر؟ و لكن اهم سؤال يبادر الى الذهن هو: هل التملك عند العرب سابقا كان مستحيلا لان الانسان و بحكم عمره القصير لا يمكنه ان يملك؟ فكما قال شكسبير عن الحياة و قصرها في شعره فاننا نستطيع فقط ان نستعير او نستأجر. كلنا نعيش في بيوت مؤجرة لانه حتى المؤجر لا يملك البيت الذي يؤجره. تختلف العرب اليوم من العرب في الماضي لانها اليوم تحب التملك و المال بكثرة. اليس علينا ان نرجع الى عقلية عندي بيت عوضا عن املك بيت؟ لم يأخذ احد بيته معه الى القبر لحد الان.