ماهو ذنبك و لمصلحة من تم اغتيالك يا سلام؟

هذا هو السؤال الذي لا يترك بالي منذ اللحظة المشؤومة التي وصل فيها خبر اغتيالك في يوم 10 مايو 2011 بعبوة ناسفة لصقت بسيارتك و حولتك الى الفحم في شوارع و ساحات بغداد. نعم اخي الغالي لم يمض على وفاة والدتنا ثلاثة اشهر بعد لاصطدم بحقيقة اخرى لا استطيع تحملها و استيعابها و ارى نفسي في كابوس و اضغاث الاحلام او في فيلم مرعب لا يمكن تصوره الا في الخيال الرهيب و لا يمكن ان اصدق ما حدث لك.

ماذا كان ذنبك؟ هل اغتالوك لانك من عائلة نزيهة لم تعلمك الفساد و السرقة؟ كم مرة قلت لك بأنك لا تستطيع العيش و العمل في مجتمع مبني على الفساد و السرقة من الجذور. كيف استطعت العمل وسط لصوص بغداد؟ ما الفائدة من القضاء على الدكتاتوريات اذا كان عدد كبير من ابناء بلدانها من اللصوص ترى اخلاقهم في خلقتهم؟ كيف تستطيع العمل في مجتمع لم يتعلم غير الفساد  السرقة و التعصب الديني و القومي؟ ام قاموا بجريمتهم الجبانة لا لسبب آخر الا لكونك كردي دون حماية حزبية يقضي حياته في الخوف الدائمي؟ كيف استطعت ان تعيش و تعمل و الخوف من القتل لا يتركك و لا لحظة؟ هل قام باغتيالك لصوص بغداد الذين استغلوا فرصة الصاق الجريمة بالبعثيين و صدام و بن لادن؟ كيف استطيع التعرف على الحقيقة و انا هنا في الغربة؟

لقد كنت معي سند و قاعدة تستند عليها عائلتنا المسكينة البائسة و استطعنا معا انقاذهم من الضيق المالي وسط حروب صدام و حصار صدام الجائر و اليوم و بعد التخلص من كابوس صدام دخل البلد خيرات الفساد و السرقة و حرية اللصوص و اباحة القتل. دخل وطن الرشوة و المصالح و سياسة ابن العم والواسطات مرحلة السيارات المخخة و تهريب و غسل الاموال المسروقة.

اخي الغالي لم تستحق جهودك و عملك سوى سطرين في بعض الصحف: استشهد المدير العام لشركة السمنت العراقية جراء عبوة ناسفة لصقت في سيارته. انتهى الخبر و حياة انسان نزيه في بلد اللصوص:

http://www.imn.iq/news/view.4106/

http://www.watanee.com/Default.aspx?tabid=59&newsid400=46089&mid=400

 

انظروا لتعرفوا كيف تنفجر عبوة لاصقة لتتعرفوا على اثار هذه الجريمة الجبانة

   http://www.dailymotion.com/video/xbd1m1_yyyy-yyyyy-yyyy-yyyyy-yyy-yyy-yyyyy_news

و ثم اني لا افهم كيف دخل المجرمون الجبناء بيتك و كيف لصقوا عبوة ناسفة في سيارتك في كراج بيتك بالليل. على ما يبدو كانت هذه الجريمة النكراء مخططة لها منذ فترة دون ان تشعر لخدمة مصالح جهة معينة يجب تعقيبها ومعاقبتها و لا يمكن ان تفلت من القانون اذا كانت هناك سلطة قانونية في بلد اللصوص و الجرائم.

اجد صعوبة اخي الغالي ان اكتب عنك و الدموع تتساقط و تسيل من عيوني دون نهاية. لقد جنني و فقد صوابي  مصرعك و انا اعيش مذهولا في حياة فقدت كل معانيها  محتواها بعدك. ارقد اخي الغالي بجانب الوالدة العزيزة لقد تخلصت من مجتمع الفساد بهذه الكارثة.

(الى اخي الغالي سلام عبدالله ابراهيم المدير العام لشركة الاسمنت العراقية الذي اغتيل جراء عبوة ناسفة لاصقة بسيارته في صباح يوم 11 مايو2011).

جمشيد ابراهيم