كيف نعرف؟


جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de
الحوار المتمدن - العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
راسلوا الكاتب-ة  مباشرة حول الموضوع     

باستثناء الترجمات الحرفية للتوراة التي تستعمل كلمة (عرف) بالمعنى الجنسي: عرف آدم حواء اي واقعها جنسيا و في النسخة الانجليزية الترجمة حرفيا Adam knew Eve
لا تستعمل هذه الكلمة الا في الاشارة الى المعرفة و العلم رغم ان كلمة (عرف) خاصة في العامية في اكثر اللغات قد تضم في طياتها بعض الاشارات و الدلالات الجنسية.

جميعنا نعتقد في حياتنا اليومية باننا نعلم ان جمع 3+2=5 و ان هناك لابد سرير في غرفة النوم و ان عاصمة انجلترا هي لندن ولكن ماهي الشروط التي يجب ان تتوفر لكي نزعم اننا نعرف فعلا؟ عندما نتمعن في ظاهرة المعرفة يتبين لنا باننا لا نستطيع ان نعرف الحقيقة قطعا الا بتوفر بعض الشروط:
الشرط الاول للمعرفة هو الاعتقاد اي اني اصدق بان ما اعتقد وجوده هو موجود فعلا. ليست هناك معرفة اذن بدون الاعتقاد. الاعتقاد و الايمان وفق مثل الماني معروف قادر ان يزعزع الجبال الصامدة من مكانها.

الشرط الثاني هو ان ايماني و اقناعي بما اعتقده حقيقة لا غبار عليها.
و لكن المعرفة لا يمكن ان تأتي من الاعتقاد و الايمان بصدق شئ و هذا ينطبق على جميع انواع المعرفة بضمنها الاديان لانها غير عقلانية تعتمد فقط على التخمين و الفرضية كالحزورة لذلك نحتاج الى شروط اخرى.

الشرط الثالث يشترط على الانسان ان لا يعتقد و يؤمن بشئ ما فقط بانها حقيقة لا غبار عليها و انما يجب عليه اعطاء اسباب و تبريرات مقنعة لهذا الاعتقاد. رغم ان المفروض علينا ان نعرف ما كان في الماضي لانه مضى و انتهى و اصبح معروفا للبشر ورغم اننا نجهل ما يأتي به المستقبل لانه مبني على المجهول و لكننا قد لانعرف كيف كانت درجة الحرارة مثلا في بغداد قبل 300 سنة من ناحية و لكن من ناحية اخرى يمكن ان نعرف بفضل التوقعات الجوية درجة الحرارة فيها غدا. تتعقد المشكلة اكثرااذا اثبتت نظرية علمية اليوم ان الذي اعتقدنا معرفته في الماضي و اعتبرناه حقيقة كان خاطئا. قارن فكرة الجاذبية عند نيوتن.

يقول البعض اذا آمن عدد كبير من الناس بدين معين هل يعقل ان يكونوا جميعهم على خطأ و فئة صغيرة على حق؟ و لكن:
اولا اذا كانت الاغلبية على حق اية اغلبية نتحدث عنها؟ توجد هناك اغلبيات لا يعقل ان تكون جميعها على حق في نفس الوقت. لا يمكن ان يكون الاسلام و المسيحية في نفس الوقت على حق او لا بمكن ان تكون الشيوعية و الرأسمالية على حق في نفس الوقت. هل الحقيقة كما قال هيغل تكمن في نصفيتهم ومزجهم عن طريق الديالكتيكية كما نراه في برنامج الحزب الدموقراطي الاشتراكي الالماني الذي يوحد و على الورقة فقط بين الفكرتين؟ كيف يمكن ان يتوحد الاسلام مع المسيحية لانجاب دين جديد؟ هل البهائية هي الحل؟

ثانيا اثبتت خبرات الانسان ان الاغلبية غبية على الاكثر لا تملك قدرات الاقلية و هذا ما حدث عند نشوء الاديان و الافكار الحزبية و العلمية و يحدث لحد الان.